السبت، 24 أبريل 2010

أكاد لا أفقدها

لا زلت أذكر اسمها, لا زلت اسمع صدى صوتها كلحن تعزفه مشاعر قلبي نحوها, لا زلت اذكر ملامحها تعيدني إلى مهد الصبا معها حيث كان أول لقاء بيننا في منزل أختها الكبرى।اسمع دقات قلبي تتسارع بداخلي حتى خفت أن تسمعه وأنا أسألها "هل تحبين أن تلعبي معي؟"أجابت "بماذا؟"لم يكن في خاطري أي شيء وقتها ولكنه كان السؤال على طرف لساني فسألتها إياه لتسبقني وهي تقول "ما رأيك في أن نلعب كرة القدم؟""كرة القدم" قلت في نفسي, حيث كانت هي آخر اهتماماتي ولكني رفضت وفضلت لو أن نكتفي بالحديث, كان في داخلي الفضول نحوها ولدي العديد من الأسئلة لأسألها ولكن لم أكن أعرف من أين أبدأ...نظرتُ إلى عينيها, كانت تفكر بشيء ما وهي تحدق به, تتبعت نظراتها وعرفت أنها تفكر بكرة القدم, كانت هناك في زاوية الغرفة حيث نجلس تطلعت نحوي وقالت "في صغري كنت ألعب الكرة مع أولاد الحي كانوا يخافونني ولا يجرؤن على الصراع معي لأنني كنت قوية ولا زلت"ظللت استمع إليها وهي تثرثر إلي بذلك الكلام الفارغ فأنا لا أصدق حرف منه, هي فتاة والفتيات لسن أقوى منا "نحن الفتيان" ولكن تأكدت من صحة كلامها حين قفزت من مكانها تلتقط كرتها من فتيان صغار أتوا ليلعبوا بها, صرخت في وجههم وقالت "هي ليست لكم, هيا اذهبوا والعبوا في مكان آخر ولا أريد رؤيتكم هنا" كانت توبخهم وكأنها توبخني لقد شعرت به, شعرت بقوتها فخفت يوم عادت وجلست بجانبي تعيد إلى وجهها تلك الابتسامة البريئة وهي تنظر إلي...كان هناك شيء بداخلي, شيء أخاف أن أبوح لها به ولكن لا أستطيع, فأنا ما زلت في الرابعة عشر من عمري وهي في السادسة عشر وهو يؤلمني بصدري وأخاف من أن أفقده, إذ ظل معلقا كالغصة يخنقني।قالت "ما بك؟!"قلت "لا شيء"كذبت...كذبت عليها, بل كذبت على نفسي, رسمت على وجهها ابتسامة وغمزت لي بتلك النظرة التي خطفت قلبي مني وجعلتني اضحك دون شعور معها।استيقظت من نومي واتجهت صوب مرآتي لأنظر إلى ذلك الوجه البريء وقد ملأته التجاعيد فقد كبرت عشرون عاما وما زلت أذكر ضحكتها, ولا زلت أشعر بأني... أفتقدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق